يوليه 2018

منتدى شباب صناع السلام

الإمام الأكبر أ.د: أحمد الطيب.png
في إطار جولات الحوار بين الشرق والغرب التي أطلق مبادرتها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قبل عدة سنوات، بهدف مد جسور الحوار والتعاون بين الشرق والغرب، اتفق فضيلته خلال جولة الحوار السابقة بين الأزهر وأسقفية كانتربري، في أبو ظبي، على أن يتولى نخبة من الشباب، أصحاب المبادرات الخلاقة، قيادة جولة من جولات الحوار بين الشرق والغرب، في محاولة لتنسيق الجهود وتوحيد الرؤى تجاه القضايا المعاصرة، كالمواطنة والسلام ومواجهة الفكر المتطرف، ولإعطاء الفرصة للشباب للاندماج والسير على ما بدأه من خطوات في هذا الإطار.
 
واستهدف المنتدى تكوين مجموعات عمل شبابية من الشرق والغرب، تقوم من خلال ورش عمل مكثفة بمناقشة عددٍ من الأفكار والمحاور المهمة التي شارك الشباب أيضًا في اختيارها، وتتعلق بدورهم في بناء السلام العادل ونشر ثقافة التعايش المشترك والاندماج، وكيفية المشاركة في صناعة المستقبل الذي يأملونه.
 
وارتكزت مناقشات المنتدى على وضع تصور عملي لتنسيق الجهود في التعامل مع قضايا معاصرة، يُشكل الشباب عنصرًا رئيسًا فيها؛ كالتعايش السلمي، والاندماج، والمواطنة، ومواجهة الفكر المتطرف، وطرح رؤى ومبادرات، تقوم المؤسسات المعنية بعد ذلك بتبنيها ودعمها ووضع خطط عملية لتنفيذها في المستقبل، ولتكون بمثابة نواة لمجموعة عمل شبابية ينضم لها في المستقبل شباب أصحاب همم ورؤى قيمة من مختلف أنحاء العالم، للإسهام في بناء عالم أفضل يسوده الخير والسلام.
 
ويهدف ذلك التجمع الشبابي المتميز إلى بناء فريق عالمي من الشباب الواعد الساعي للسلام، وذلك للمشاركة في مبادرات وفعاليات يدعمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع أسقفية كانتربري؛ بحيث يتم تنفيذها من قِبلِ هؤلاء الشباب وأقرانهم حول العالم من أجل بناء عالم أفضل يعيش فيه الجميع بخير وسلام.
 
وشارك في المنتدى 25 شابًّا من العالم العربي، قام باختيارهم الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، و25 شابًّا من أوربا، قامت باختيارهم أسقفية كانتربري بلندن، وذلك طبقًا لمجموعة من المعايير، من أهمها: أن يتراوح عمر المشاركين بين 20 و25 سنة، وأن يكون للمرشح نشاط مجتمعي أو طلابي أو ثقافي أو ديني، فضلًا عن إجادة اللغة الإنجليزية، والتمتع بمهارات التواصل اللازمة لمشاركة فعالة في المنتدى. وينتمي الشباب الذين يتم اختيارهم من قبل الأزهر ومجلس حكماء المسلمين إلى عدة دول عربية، كما كان هناك حرص على تنوع مشاربهم الدينية والتعليميَّة والثقافيَّة، بما يعكس ثراء الشرق وتعدد جذوره الفكرية والثقافية.
 
ونظم الأزهر الشريف تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عددًا من ورش العمل التحضيرية التي ركزت على إدارة حوارٍ مع الشباب المشاركين في المنتدى، من مصر والدول العربية، حول مفهوم إنسانية الأديان، وكيفية ترسيخ قيم التسامح والحوار، والإسهام في صناعة السلام، واستعراض نماذج الحوار الفعال بين المؤسسات الدينية.
 
 وانطلقت فعاليات المنتدى في 8 يوليو من العام 2018، وانخرط الشباب الخمسون في دورة تدريبية لمدة أسبوع في جامعة كامبريدج، بهدف تعزيز التواصل الإنساني بينهم، وتبادل الآراء والمعارف والتصورات حول القضايا التي يتناولها المنتدى، كما تضمن برنامج الدورة عددًا من المحاضرات وورش العمل التي تستهدف رفع مهارات الشباب في التعامل مع قضايا السلام والتعايش السلمي ومواجهة العنف والحد من الصراعات، والانخراط الفعال في العمل الاجتماعي.
 
وعقب ذلك انتقل الشباب إلى "قصر لامبيث" في لندن؛ لاستكمال المحاضرات وورش العمل، ثم جاء اللقاء الختامي المفتوح مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والدكتور جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كنيسة كانتربري البريطانية، بهدف استماع القادة الدينيين إلى رؤى وتجارب ومبادرات ومقترحات الشباب.
 
ويعد ذلك المنتدى من التجارب الشبابية الرائدة في مجال الحوار بين الشرق والغرب، كما أنه نواة حقيقيَّة يمكن العمل
 
عليها مستقبلًا في كثير من دول العالم.
 
 
 
 
كلمة الإمام الأكبر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
أيها الشباب المجتمعون في هذه القاعة، والممثلون لشباب العالم من الغرب والشرق، أُحييكم، وأحيي فيكم وهج الفكر، وصلابة العزيمة وإرادة القوة، ووَثَبات الخيال والطموح، وكل ما شاهدناه خلال هذه الفترة من حسن استجابةٍ للرسالة المقدسة التي أسندت إليكم، ومن جديةٍ في تحمل المسئولية، مما يؤكد أننا نجحنا -والحمد لله – في اختيار روادٍ يصنعون السلام ويضيئون المستقبل.
 
إني وإن لم أكن واحدا منكم- أيها الشباب- وليس لي الحق في أن أتحدَّث باسمكم، بعد ما غرب الشبابُ مني واختفت شمسُه، وانطوت أحلامه وآماله وعزماته ووثباته، إلا أن همومي وهموم جيلي التي حُمِّلْتُها في غمرات هذا الشباب، وعبرت بها إلى سن الكهولة، ما زالت تثقل أحاسيسي ومشاعري، وتبعث الحيرة والتساؤل، بل التعجب مما حدث ولا يزال يحدث.. فأنا أنتمي لجيلٍ يمكن تسميته بحق «جيل ضحايا الحروب» في الشرق العربي الإسلامي.. جيل مر عليه الآن أكثر من سبعين عامًا، سمع فيه من أزيز الطائرات الحربية، وأصوات تفجير القنابل وروائح البارود والغازات، ورأى من أنهار الدماء وأشلاء الضحايا بأكثر مما سمع من أناشيد وموسيقى وأشعارٍ، وبأكثر مما رأى من جماليات الفنون، وسمع من تغريد البلابل وهديل الحمام.
 
لقد ولدت عام ست وأربعين من القرن الماضي، والعالم لم يكد يكفكف دموعه من ويلات الحرب العالمية الثانية، وهي الحرب التي فقدت فيها أوربا أكثر من خمسٍ وسبعين مليونًا من زهور وزهرات شبابها وشاباتها، وأطفالها وكهولها وشيوخها؛ نتيجة قراراتٍ استبداديةٍ طائشةٍ لم تضع في حسبانها حرمة للإنسان، ولا لكيانه الذي كرمه الله من فوق سبع سماواتٍ، وفضله على سائر مخلوقاته، واسترخصت دمه الذي عصمته جميع الأديان والشرائع، والخلائق الإنسانية المهذبة، وحرمت إراقته إلا بالحق..
 
وما إن مر العقد الأول من طفولتي بسلامٍ حتى بدأت فترة من الرعب عشتها في قريتي، التي تحتضن آثار وادي الملوك ووادي الملكات، والتي تقع على الجانب الغربي من مدينة الأقصر التليدة الرائعة، وعشنا ليالي حالكاتٍ من جراء القصف والتدمير.. ثم لم يكد يمضي أحد عشر عامًا حتى دهمتنا حربٌ بأقسى وأعنف مما دهمتنا به الحرب السابقة، ثم دخلنا حربًا ثالثة استعدنا فيها كرامتنا وأراضينا المغتصبة..
 
وظننا بعد ذلك أننا سننعم طويلًا بحياة الأمن والسلام، التي تحياها بقية شعوب العالم في الشرق والغرب، لكن سرعان ما فقدنا السلام من جديدٍ، ودخلنا فيما يسمى بـ «حرب الإرهاب»، وهي حربٌ من نوعٍ جديدٍ لا يعرف الحدود؛ وله قدرةٌ على أن يحمل الموت والدمار إلى ضحاياه من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ، في المنازل والشوارع والمتاجر والمدارس والمسارح والنوادي والتجمعات، حتى المصلين والمصليات في المساجد والكنائس ودُور العبادات تعقبتهم عمليات هذا الإرهاب الجديد، وأغرقتهم مع أطفالهم في بحورٍ من الدماء وهم يصلون.. ومع هذا الرعب الجديد أؤكد أنه لم يعد أي آدمي في أي مكانٍ على ظهر الأرض آمنًا لا على نفسه ولا على أسرته.
 
وكان الأمل أن ينحسر هذا الإرهاب مع مطلع القرن الواحد والعشرين، وأن ينظر العالم المتحضر الراقي إلى هذا العبث بالأرواح والأجساد، بحسبانه سلوكًا همجيًّا لا يليق بإنسان هذا القرن، الذي بلغ فيه العلم والاقتصاد والفلسفة والأدب والفن والسياسة، مبلغًا يشارف الكمال، في الرقي والتطور، ولكن خاب الأمل من جديدٍ مع حادثة الحادي عشر من سبتمبر في مطلع هذا القرن، والتي راح فيها من الضحايا والدماء البريئة ما أبكى عيون الناس في الشرق والغرب.
 
ثم ما أعقبته هذه الحادثة من مواقف وتداعياتٍ أدت إلى وضع الإسلام والمسلمين جميعًا في وضع المسئول الأول والأخير عن هذا الإرهاب، ثم اختلطت الأوراق، وأصبح هذا الدين الذي يدعو للسلام والإخاء الإنساني مصدرا للهواجس والهلاوس، وأنتم هنا أدرى مني بظاهرة «الإسلاموفوبيا» التي لا أريد أن أتوقف عندها، ولكن أريد فقط أن أبين لكم تهافت هذه الظاهرة وأنها مصنوعةٌ صنعا، لا تخفى على فطنة كثيرين من المنصفين الذين تصدوا لتحليل هذه الظاهرة.
 
وأقول في كلماتٍ قصيرةٍ: إنه لو كان صحيحًا أن الإسلام هو دين الإرهاب- لكان من المحتم أن كل ضحاياه من غير المسلمين، ولكن الواقع يقول: إن المسلمين كانوا ولا يزالون هم ضحايا هذا الإرهاب، وهم المستهدفون بأسلحته وبطريقته البشعة في القتل وإزهاق الأرواح، والمسلمون هم مَن دفعوا ويدفعون الثمن غاليا: دماءً، ودمارًا، وتشريدًا، ويثبت الواقع أيضًا أن ضحايا هذا الإرهاب من غير المسلمين عددٌ لا يكاد يشكل رقمًا صحيحًا بالنسبة إلى ضحاياه من المسلمين.. وعندنا- نحن المسلمين- أنه من قتل نفسًا واحدة ظلمًا وعدوانًا فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن أحيا نفسًا ومكَّنها من الحياة ودرأ عنها خطر الموت، فكأنما أحيا الناس جميعا؛ وأتساءل: هل يمكن أن يتصور العقل ظهور إرهابٍ ينتسب للمسيحية- مثلًا- ومعظم ضحاياه من المسيحيين؟!
 
إن المنطق يحتم القول بأن الإرهاب لا يعبر بالضرورة عن الدين الذي يقتل الناس تحت لافتته، وأن الجماعات الإرهابية هم من يرتهنون الأديان، ويختطفها بعد ما يقوم بعملية تدليسٍ وتزويرٍ وخيانةٍ في تأويل نصوصها وتفسير معانيها، لينفذ الإرهاب بها جرائم حرمتها الأديان والكتب المقدسة، التي يلوحون بها بإحدى اليدين، بينما يعبثون بنصوصها باليد الأخرى!
 
أليست هذه المفارقة العجيبة دليلًا على أن الإرهاب لا يمثل الأديان ولا المؤمنين بالأديان، وأنه أشبه بحالة انحرافٍ فكري، ومرضٍ نفسي، يحاول أن يجد في نصوص الأديان ما يبرر جرائمه في نفسه وفي نفوس أتباعه، ومن هنا قيل بحق: إن الإرهاب لا دين له ولا وطن له أيضًا؛ وواجبنا هو كشفه والتصدي له، وتحرير الأديان من قبضته.
 
لا تصدقوا ما يقال لكم من أن الأديان الإلهية هي سبب الحروب والكوارث بين الناس، وأننا يجب علينا أن ننفض أيدينا منها، ونستبدل بها التقدم والتطور العلمي والتقني والفني، فهذه قضيةٌ باطلةٌ في نظر المؤمنين بالأديان لا يتسع الوقت لمناقشتها الآن.
 
 والذي أعتقده- ويعتقده كل مؤمنٍ برسالات الأديان- أن غياب الدين وقيمه وأخلاقه هو السبب الأكبر في شقاء الإنسان المعاصر واضطرابه، وأن حضارتنا المعاصرة فقدت كثيرًا مما تحتاجه الإنسانية في مسيرتها اليوم، بل أوشكت أن تصبح حضارة بلا معنى، حين أدارت ظهرها للهدي الإلهي، حتى أصبح من المؤكد عند كثيرٍ من حكماء هذا العصر أن الأخوة الإنسانية أشبه بأملٍ يستحيل تحقيقه في هذه الحياة، التي تعج بالمظالم وبالآفات التي تعكر صفو العيش وعلاقات التعاون بين الأفراد والشعوب.
 
وأنتم إذا- أيها الشباب- إذا حملتم الدين مسئولية الدماء التي أريقت باسمه، فحملوا حضارتنا الحديثة مسئولية الدماء التي سالت في القرن الماضي في أوربا وآسيا وإفريقيا، بل مسئولية الحروب التي اشتعلت مع مطلع هذا القرن، ولا تزال تشتعل وتأتي على الأخضر واليابس حتى هذه اللحظة.
 
وهل في إمكان أحدٍ منا أن يغض الطرف عن صور أكوام القتلى من الأطفال والرجال والنساء تحت الأنقاض، وعلى شواطئ البحار والأنهار، وكأنها صورٌ عاديةٌ يتسلى بها المشاهدون وهم يتناولون أطعمتهم، ويزجون أوقات الفراغ أمام وسائل الإعلام المختلفة.
 
أليست هذه حالة من حالات موت الضمير الإنساني، ودخوله في مرحلةٍ حرجةٍ من مراحل الغيبوبة، لا ندري معها أين ولا متى يصحو هذا الضمير؟!
 
هذا ولا أمل من تكرار ما سبق أن قلته في مختلف المحافل والمجالس هنا في أوربا، وفي جنوب شرق آسيا وغيرها، من أن علماء الإسلام ومفكريه ومثقفيه وسياسييه أجمعوا على إدانة حادثة الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها، وتبرؤوا من الإرهاب الأسود، ومن مرتكبيه، وأعلنوا رفضهم القاطع لكل ذلك، في الإعلام والكتب والمقالات والندوات والمؤتمرات الدولية .. ورغم هذا المجهود الذي يبذل في تبرئة الإسلام والمسلمين من هذه الجرائم البشعة، إلا أن صورة «الإسلاموفوبيا» لا تزال عالقة في عقول قطاعٍ عريضٍ من شباب الغرب، وهو ما قد يصعب - كثيرًا أو قليلًا- من رسالتكم التي تقومون بها في تأصيل الحوار بين الغرب والشرق..
 
لست في حاجةٍ إلى أن أذكركم بأن سُحُبًا سوداء تلوح في سماء الشرق الأوسط، بسبب بعض النظريات السياسية المعاصرة، وفي مقدمتها: «صراع الحضارات» و «نهاية التاريخ» و «العولمة»، وغيرها من السياسات التي يهون على أصحابها أن تستبدل أرواح الناس باقتصاديات السِّلاح.
 
ولا مفر -والحال كذلك- من أن يعيد عقلاء العالم النظر في هذه السياسات، وأن يصححوا مسارها، وأن يعيدوا من جديدٍ قيم الحق والعدل والمساواة بين الناس، واحترام الآخر؛ لإنقاذ شعوبٍ بأكملها تعاني من الموت والفقر والجهل والمرض واليأس وفقدان الأمل.
 
وعلينا أن نعلم أن هذه الآفات إن تركت اليوم دون معالجةٍ دوليةٍ جادةٍ، مبرأةٍ من نوازع الغطرسة والتعالي - فعلينا أن نتذكر جيدًا أن هذه الآفات سريعة العدوى، وعابرةٌ للحدود والقارات، وأنها كفيلةٌ بأن تعود بنا جميعا إلى عصور الجهل والظلام.
 
وفي اعتقادي أن أولى الخطوات الصحيحة وآكدها على هذا الطريق الصعب، هو التقاء الغرب والشرق على مصلحةٍ واحدةٍ إنسانيةٍ مشتركةٍ، وأنَّ الوسيلة المثلى هي الحوار الذي يصحح أولا صورة الغرب والحضارة الغربية في مرآة العرب والمسلمين، ويصحح صورة العرب والمسلمين في مرآة الغرب؛ لتنفتح بعد ذلك أبواب التعارف والتسامح والبحث عن مواطن الاشتراك والاتفاق، وما أكثرها، بين الأديان والعقائد والمذاهب!
 
ولا أشك أنكم أقدر من يحمل هذه الشعلة، ويبدأ المشوار على هذا الطريق الطويل، وإني لمن أشد الناس إيمانا بأن الله الذي خلقنا برحمته ولطفه- لن يترك خلقه لعبث المستهترين وألاعيب الشياطين، وأنه قادرٌ على أن يهييء من الوسائل ما يكفي للعودة بالإنسان إلى شاطئ السلام، وأنتم- أيها الشباب- لا ريب في أنكم موضع الأمل ومعقد الرجاء.
 
 
شكرا لحُسنِ استماعكم
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ندوات ومؤتمرات

اشترك لمتابعة الأخبار

جميع الحقوق محفوظة لموقع الإمام الطيب 2024